علاقات و مجتمع
في قرية صغيرة بمركز ومدينة أجا بالدقهلية، تقف السيدة محمد، الشهيرة بـ«أم ياسمين»، 35 عاما، كتف في كتف مع زوجها أحمد الجيوشي، صاحب الـ45 عاما، لمساعدته في شغل المعمار، وحمل الرمال والأسمنت والطوب، بعد أن تخلى عنه صاحبه في العمل منذ 15 عاما، ليجد نفسه وحيدا.
«أم ياسمين» تعمل في المعمار مع زوجها
علمت أم ياسمين أن زوجها وحيدا في عمله، وحتى لا يتوقف العمل أسرعت دون تردد لتساعده في حمل الرمال والأسمنت والطوب، وغيرها من مواد المعمار الثقيلة.
يقول أحمد الجيوشي، في حديثه لـ«هن»: «منذ 15 عاما، وأنا ذاهب للعمل في أحد المباني، وبعد أن اتفقت مع صديقي للعمل سويا أجد نفسي وحيدا، وتخلى عنى يومها، ولم أجد من يساعدني فعدت إلى المنزل اشتكى لزوجتي أم ياسمين فوجدتها دون تردد، تقول: «يلا بينا أنا جاهزة أشتغل معاك ونوفر أجرة العامل».
يتابع «الجيوشي»: «في البداية فوجئت برد فعلها، وترددت في الموافقة، لأننا في قرية صغيرة، ولن نسلم من كلام الناس، لكن أقنعتني أم ياسمين ووافقت بعدها، ثم انتقلنا لمكان العمل، لأجد زوجتي بـ100 راجل معايا، وفعلا كانت سند وعون وكتف في كتف»، مؤكدا: «وهي معايا مبحملش أي هم، وربنا يديها الصحه ويقدرها ويعينها عليا».
في المقابل، تقول أم ياسمين: «لم أتردد أبدا في مساعدة زوجي، والشغل مش عيب، خاصة أننا لدينا طفلة مصابة بالسرطان، وتحتاج دوما لعلاج ومتابعات ومصاريف، فيجب علي مساعدة زوجي حتى نكسب أكل عيشنا بالحلال وأبقي بجانبه دوما في العمل والمنزل، فنحن لم نفترق أبدا في حياتنا».
وتوضح الزوجة: «منذ 15 عاما وأنا أبدأ العمل من الخامسة فجرا حتى الثانية ظهرا، وأذهب إلى المنزل لأكمل متابعة أبنائي الثلاثة، خاصة بنتى المصابة بالسرطان، ولم أتعب أبدا وسعيدة جدا بحياتي وعملي مع زوجي».
صعوبات واجهتها أم ياسمين
وعن الانتقادات، تؤكد «أم ياسمين»: «واجهتني الكثير من الانتقادات السلبية، لكني واجهت كل هذه الانتقادات، وبحب زوجي ودعمه ليا استطعت التغلب علي كل الانتقادات، وأكملت عملي ومساعدته وأصبحت معروفة جدا في القرية، والجميع أصبح يفتخر بينا أنا وزوجي، ومحدش غصب عليا الشغل، وبشتغل بحب ورضا ونيه صافية مع زوجي».
ما بين رعاية أسرتها وعملها الشاق، كتبت أم ياسمين قصة كفاح عظيمة يد بيد مع زوجها دون كلل أو ملل، لتثبت بها أن وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة.