علاقات و مجتمع
تعكس تجاعيد وجهها مشوار حياتها، فعلى الرغم من جسدها النحيل، وضعف قوتها البدنية، تجلس السيدة زبيدة صاحبة الـ87 عامًا، وهي أكبر دارسة بفصول محو الأمية على مستوى الجمهورية، تؤدي الإمتحانات بالمبادرة الرئاسية «لا أمية مع تكافل».
هكذا كانت الصورة للسيدة زبيدة التي هزمت المستحيل، وضربت خير مثال للتمسك بالأمل والحلم حتى بعدما أصبحت جدة لـ 13 حفيدا، لم تنسَ حلمها في استكمال تعليمها.
الحاجة زبيدة التي كانت حديث وسائل الإعلام المصرية منذ شهر مضى، لاتزال تحصد نتيجة ما فعلته لتصل للعالمية، حتى احتفت بها الفنانة العالمية أنجلينا چولي.
أنجلينا چولي تحتفي بصورة الحاجة زبيدة
ونشرت الفنانة العالمية، أنجلينا چولي، عبر خاصية القصص المصورة «ستوري» بحسابها الشخصي والرسمي بموقع تبادل الصور والفيديوهات «إنستجرام» صورة السيدة زبيدة الشهيرة، دون تدوين أي تعليق، إلا أن نشر الصورة يعبر عن رسالة ضمنية لاحتفائها بل وتقديرها لما قامت به هذه المصرية المُسنة رغم كل الصعوبات لاستكمال تعليمها.
من هي الست زبيدة التي احتفت بها أنجلينا چولي؟
«الحاجة زبيدة عبدالعال»، ابنة محافظة المنوفية، التي كشفت لـ «هُن» من قبل عن بدء مشوارها نحو محو الأمية، وذلك من خلال تعلمها القراءة والكتابة بالمبادرة الرئاسية «لا أمية مع تكافل»، قائلة: «التعلم لا يعرف سن معين، واتحديت نفسي والكل عشان أحقق الحلم اللي اتحرمت منه زمان بجوازي قاصرًا، رغم إن عندي 8 أبناء، وجدة لـ13 حفيدا، لكن فضلت وراء حلمي، زي ما صممت إن بناتي االأربعة يتعلموا تعليم عالي».
وأكدت «الحاجة زبيدة» عقب تأديتها الامتحان، إنها سعيدة بتحقيق حلمها في تعلم القراءة والكتابة، ومن المقرر أن تستكمل مشوار تعليمها حتى المرحلة الإعدادية.
وعن دوافعها تجاه الأمر، أكدت إنها ترغب في قراءة الروشتات الخاصة بالأدوية، والعناوين حتى لا تتوه، فضلًا عن رغبتها لقراءة القرآن: «لما جوزي مات معرفتش اقراله قرآن لأني مكنتش بعرف اقرأ، بس دلوقتي بعرف».
كيف وصلت الحاجة زبيدة إلى أنجلينا چولي؟
ولكن كيف وصلت الحاجة زبيدة، إلى حسابات «أنجلينا چولي» السيدة الريفية البسيطة، التي حققت حلمها في إنجاز غير مسبوق، كيف وصلت إلى «ستوري» الفنانة العالمية.
وترجع الإجابة عن السؤال للصحفية والكاتبة التركية، أليف شفق، التي قررت الكتابة والتدوين عبر حسابها الرسمي بموقع تبادل الصور والفيديوهات «إنستجرام» عن قصة السيدة زبيدة، إذ نشرت صورتها اثناء تأديتها للامتحانات، مرفقة الصورة بالكثير من كلمات الإعجاب والدعم والتشجيع، قائلة: «هل تشعر بالتعب؟ هل تشعر أن الكثير يحدث في العالم وأنه من الصعب العثور على الدافع والطاقة للرد؟ الق نظرة على هذه المرأة الرائعة، اسمها زبيدة، تبلغ من العمر 87 عامًا، وهي جدة لـ 13 حفيدًا، حُرمت طوال حياتها من التعليم ، ولم تُمنح أبدًا فرصة لتتعلم القراءة والكتابة، ولكنها بدأت هذا العام للتعليم في القاهرة، مصر، إذ وجدت الدافع ووجدت الشجاعة لفعل ذلك! اليوم أفكر فيها باحترام عميق، فإذا كنت مُتعب وحزيت، انظر إلى صورتها، تلتحق هذا العام بالمدرسة لأول مرة؛ وآمل أن يمنحنا تصميمها ودوافعها ومقاومتها الشجاعة أيضًا».
وعقب نشر الكاتبة التركية، أليف شفق، قصة السيدة، قامت الفنانة العالمية أنجلينا چولي، بمشاركة الصورة عبر حسابها، احتفاءً وتقديرًا لهذه السيدة ومسيرتها المُشرفة.