علاقات و مجتمع
وفرت وزارة التضامن الاجتماعي، مراكز استضافة لحماية النساء المعنفات حتى يتعافين مما تعرضن له، ودعمهن بتحسين صحتهن النفسية ورفع القضايا لاسترداد حقوقهن، كل ذلك إلى جانب أنها تمكنهن من الناحية المادية لتعليمهن بعض الحرف ومساعدتهن على فتح مشاريع صغيرة للحصول على دخل مادي.
ومن أبرز مراكز الاستضافة، المركز الكائن بحي الأسمرات، إذ لا يقتصر المركز على المعنفات فقط بل على أطفالهن أيضًا، وسوف نعرض لكم في السطور التالية، جولتنا بداخل مركز استضافة المرأة المعنفة بالأسمرات، وتصريحات العاملين بها لـ«هن».
خدمتان أساسيتان يقدمهما المركز
أوضحت مدير المركز، هدير شريف، أن الاستضافة تقوم على خدمتين أساسيتين للمرأة المعنفة، فالأولى هي تقديم جلسات المشورة للسيدات وتكون الجلسة على حسب حاجة المرأة إلى جانب تنمية المهارات الحياتية لها وتعديل السلوك وتوكيد الذات، وكذلك حل المشكلات وتعليم استراتيجيات التعامل مع الأزواج والأولاد، إلى جانب إتاحة الفرص للسيدات والأطفال لتنمية مهاراتهم وتعلم الجديد منها بالورش التي تقدمها وتعد ورش الخياطة والتجميل والحاسب من أبرزها، وهدف هذه الورش للمرأة التمكين الاقتصادي.
بينما الخدمة الثانية من الدعم هو استضافته للسيدة المعنفة التي لا تجد مأوى لها، وتقدم لها الدعم النفسي والاجتماعي عن طريق القضاء على الآثار السلبية للعنف التي تعرضت له، وفي حالة رغبتها للاتجاه للشق القانوني يساعدها المركز على رفع قضية ضد زوجها، ومن الممكن أن يتم الصلح بينهما داخل المركز.
وأشارت مدير مركز الاستضافة إلى أن أغلب السيدات بعد الصلح يذهبن إلى المؤسسة لحضور جلسات الدعم النفسي وتعلم كيفية تنظيم الحياة، مضيفة أن المركز لا يقتصر على المصريات فقط، بل الأجنبيات أيضًا اللائي لا يجدن مأوى لهن في مصر بسبب انتهاء أموالهن أو مدة إقامتهن، ويعمل على حل مشكلتهن.
يذكر أن مركز استضافة المرأة المعنفة بالأسمرات، هو الذي شهد تصوير المسلسل التليفزيوني «فاتن أمل حربي» للفنانة نيلي كريم، الذي عرض على شاشات التليفزيون في شهر رمضان السابق، وحسب ما أوضحته هدير فأن نيلي جاءت للتصوير فقط، ولم تجلس مع المعنفات للمعايشة مع معاناتهن لتؤثر عليها أثناء التمثيل، احترامًا وحماية لخصوصيتهن.
ورش المركز تعمل على التوعية والتمكين الإقتصادي
تتعدد ورش العمل التي يقدمها مركز الاستضافة، وتأتي ورشة الرسم في مقدمتها، بإشراف الفنانة التشكيلة، عزة فخري، التي تطوعت في المركز لتدريب وتنمية مهارات أطفال الأسمرات وتوعيتهم بالعنف وكيفية مناهضته، لتنتج ورشة لمناهضة ظاهرة الزواج المبكر وجعلت الأطفال يعبرون من وحي خيالهم عن أضراره على الفتيات الصغار بالرسم وكذلك لباقي أنواع العنف.
أما فيما يخص ورشة الخياطة التي تديرها جهاد أحمد، أوضحت «هدير» أن الورشة تهدف إلى مساعدة المرأة على تعلم حرفة جديدة بتمكينهن لممارسة الخياطة بشكل جيد، لجعلها قادرة على إنشاء مشروع صغير خاص بها ويعود عليها بفائد مادي لإعالة أسرتها أو لمساعدة زوجها في مصاريف المنزل.
وذكرت ريهام سعد المسؤولة عن ورشة الخرز، بأن هناك أكثر من 150 سيدة يحضرن كل ورشة على الأقل.