علاقات و مجتمع
داخل قرية جمجرة بمركز بنها، ودعت سيدة تدعى «أم هاني»، أشهر بائعة تين بمنطقة عجيبة، وابنها الحياة، في حادث أليم بمنطقة تابعة لمحافظة الشرقية خلال شرائهما التين لبيعه في الأسواق، فلم تعلم السيدة التي اصطحبت ابنها كعادتها للبحث عن قوت يومها و«لقمة عيشها» أنها سترحل متمسكة بابنها الأصغر عقب أعوام من المشقة والتعب حاولت خلالها مساعدة زوجها المريض وأبنائها الشباب، إلا أن القدر كتب كلمته بالنهاية.
مصرع أشهر بائعة تين شوكي وابنها
ففي صباح يومٍ كأيامها المتشابهة، خرجت السيدة أم هاني كعادتها مع ابنها لشراء التين الشوكي من سوق العبور لبيعه في الأسواق، إلا أن العودة كانت رحلتهما الأخيرة، إذ ودعت الحياة في حادث أليم بالشرقية، وتم نقلهما للمستشفى تحت تصرف الجهات المختصة بالتحقيق، التي صرحت بالدفن وجرى تشييع الجثمان في قرية جمرة القديمة.
السيدة «أم هاني» أشهر بائعي التين الشوكي بمدينة بنها لمدة تزيد على 30 عامًا، كرست خلالها نفسها وصحتها لزوجها وأبنائها، فكانت من السيدات المكافحات التي عرفها أهل البلد: «كانت ست مكافحة وطيبة، بتجري على ابنها الصغير اللي مات معاها، وبتوفر حياة لجوزها اللي كبر ومرض ومبقاش قادر على الشغل، وعندها ولدين كبار متجوزين، فبقت هي اللي بتجري على البيت في كل وقت وكل يوم عشان توفر لقمة عيشها»، بحسب ما ذكر مدير أحد المشروعات الممولة لمشروع خاص بالفقيدة، والذي تحفظ على ذكر اسمه خلال حديثه لـ«الوطن».
مديونيات أشهر بائعة تين شوكي
تروسيكل بالقسط وثلاجة كانت مديونيات السيدة إذ قررت شرائهما بالقسط من إحدى الجهات الممولة، ودفع قسط شهري 3500 جنيه، دون أن تتأخر يوما واحدا، إلا أن وفاتها زادت مأساتها مأساةً أخرى، لترحل تاركةً الديون خلفها، بحسب ما ذكر المصدر: «بقالها سنة بتسدد الأقساط، كانت ست مكافحة جدًا بس للأسف التروسيكل اتحرق في الحادث، وطبعًا لسه فلوسه متسددتش، كان ضامنها ابنها الكبير، وعلى الأغلب هو اللي هيتسأل عليهم».
وعن زوجها، أوضح أنه رجل طريح فراش بحكم المرض وتقدم العمر، وهو ما دفع «أم هاني» للعمل: «اشتغلت في كل حاجة عشان تجيب فلوس وتساعده، وتساعد يالها اللي اتجوزه، صرفت على 3 رجالة وأبوهم، وفي الآخر ماتت ومسابتش إلا السمعة الطيبة والحسنة بس».