علاقات و مجتمع
عبر أثير إذاعة صوت لبنان في الأشرفية كانت البداية، تتمتع بصوت قوي به نبرة رنانة يمكن تمييزها من بين مئات الأصوات، قدمت العديد من البرامج الإذاعية في مختلف المجالات، الاجتماعية منها والسياسية والفنية والثقافية، وعنصر أساسي في النشرات الإخبارية، حتى هاجرت وتركت لبنان لتعيش نحو 20 عاما في كندا، حتى شقت طريقها وأكملت مسيرتها في مجال الإذاعة والتلفزيون.
20 عاما من الكفاح وشعلة النشاط تتمتع بهم الإعلامية والإذاعية الكندية من أصل لبناني بولا بعقليني أبو حيدر، عاشت أحداثا مفجعة وصادمة ربما غلبتها عاطفتها أمام الميكروفون وعدسات الكاميرات، خاصة مع الفاجعة الكبرى قبل أعوام بحادث مرفأ بيروت.
«الوطن» تواصلت مع الإعلامية النسائية الأشهر في كندا والوطن العربي بولا بعقليني أبو حيدر، ويُبث برنامجها بأكثر من 20 لغة من بينها العربية، للحديث عن حياتها المهنية وجوانب خفية بعيدا عن الأضواء والشاشات، وإلى نص الحوار:
مشوار النجاح بدأت من الجامعة
– ما المحطات الإذاعية التي عملتِ بها؟
عملت في أكثر من محطة إذاعية وتلفزيونية، البداية كانت في المرحلة الجامعية من خلال التدريب في إذاعة صوت لبنان، خلال الفترات الليلية للتدريب على الهواء خاصة أنها من أهم المدارس بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وخرّجت كبار الإعلاميين من المذيعين والمذيعات، ومن هنا كانت بداية المشوار وتدربت على الإلقاء ومخارج الحروف حتى أصبحت هناك برامج خاصة من إعدادي وتقديمي مع المشاركة في نشرات الأخبار الأساسية في فترات الصباحية والظهيرة والمسائية أيضا، بخلاف الإعلانات التي كنت أقدمها بصوتي.
– ضريبة النجاح والشهرة هل أثرت على حياتك الشخصية وكيف تنظمين وقتك بين العمل والمنزل؟
بعد 5 أعوام من العمل تزوجت ورُزقت بـ3 أبناء ما جعلني أترك المجال الإعلامي لفترة حتى أصبحوا في عمر كبير، ومن هنا عُدت للعمل لكن عبر التلفزيون وكانت تجربة مفيدة كبيرة وكان برنامجا موجها للسيدات، من خلال قناة المرأة العربية الفضائية واكتسبت خبرات كبيرة أضيفت لرصيدي المهني الإذاعي.
– هل واجهتك عقبات عرقلت مسيرتك الإعلامية وكيف تخطيت تلك الفترة؟
اضطررت لترك الأراضي اللبنانية والهجرة لكندا وهناك كانت بداية انطلاق محطة إذاعية جديدة وبحاجة لأشخاص لديهم إلمام بالإذاعة وبدأت العمل من جديد في محطة تبث بأكثر من 20 لغة والبرنامج العربي كان له النصيب الأكبر لأكثر من 9 ساعات يومية، وكان برنامجي ثقافيا واجتماعيا وفنيا وإنسانيا وطبيا مع نشرة أخبار يومية سياسية وعالمية، وهناك ساعة أسبوعية للجاليات العربية بين مصر وسوريا وتونس والعراق، ولمدة أكثر من 20 عامت أظل في قلب الحدث في شتى بقاع العالم ومتابعة من الطراز الأول من كندا للشرق الأوسط.
دعم لقضايا المرأة العربية والعمل تحت القصف والاحتلال
– ما أبرز المواقف التي تعرضت لها على الهواء؟
كان من أبرز تلك المواقف خلال الحرب بلبنان وكانت الإذاعة ليست مسموعة ولا نستقبل أي اتصالات وكان الاستديو محصنا بأكياس من الرمل وتحت القصف وكنا نحاول بث روح الطمأنينة في النفوس، واختبأنا وقت القصف على مبنى الإذاعة، وسكننا بالإذاعة نحو 4 أشهر حتى نستطيع توصيل الأخبار للجمهور.
– كيف دعمت المرأة من خلال البرامج التي تقديمها؟
قناة المرأة العربية وقت افتتاحها كنت من أوائل فريق العمل من المذيعات والمخرجين، كانت برامجها توجيهية ثقافية كان لدينا قضية يومية تشغل بال السيدات والرأي العام ونطرحها ونحاول الوصول لمقترحات وحلول لها من كبار المتخصصين، حتى في مجال التغذية والعلاج للمرأة العربية.
– بعملك كمذيعة للراديو والتلفزيون، هل احد من أولادك أغرم بالمهنة وعمل بها؟
كنت أتمنى لكن بناتي بعاد كل البعد عن الإذاعة والتلفزيون، كل واحدة اختارت طريقها ونجحوا في عالمهم، الإذاعة شيء ينمو منذ الصغر ونوع من الشغف لابد من تنميته وحبه.
مرفأ بيروت من أصعب ما مر عليّ وحطمني نفسيًا
– هل كان هناك حدث صعب اضطررتي لإذاعته والحديث عنه مثل مرفأ لبنان؟
مرفأ لبنان من أصعب الأمور التي أصابتنا بالذعر في كندا، هذا اليوم لا يزال الأصعب في تاريخي ومشواري المهني، حينها كنت ذاهبة لمكان عملي، واجهت صعوبة في قيادة سيارتي، لم أكن استوعب ما حدث وعلى الهواء كنت أعتذر من المستمعين لأن الحدث كان أقوى مني ومن الجميع، وظللت قرابة 4 أيام أتحدث بلهجة حزينة وأتحدث عن الغصة التي زلزلت القلوب وكيف هو حال سكان مرفأ بيروت، كانت فاجعة كبيرة وصعبة وفي تلك الظروف غلبتني مشاعري.
– هل اضطررت لإعلان وإذاعة استشهاد أو مقتل أحد من الزملاء المقربين لك ؟
نعم كان من أصعب الأمور هو استشهاد جبران تويني، الصحفي والإعلامي لا أزال أتذكر الخبر وتعاملنا معه بحزن شديد ومشاعر صادقة لم يكن أمر هينًا على قلبي