علاقات و مجتمع
قبل نحو خمسة وعشرين عاما، اختلف إيقاع حياة المهندسة سيدة الشربيني، حين رزقت بمولودها الأصغر إسماعيل من أصحاب متلازمة داون، وتحملت مسؤولية تأهيله مبكرًا، وقبل أن يكمل صغيرها عامه الثاني، بدأت رحلة الأم مع ابنها إلى مراكز التأهيل الخاصة بالقاهرة، تقطع ساعات سفر من مدينة السويس التي تقيم بها إلى العاصمة بحثا عن أفضل المعالجين، من تلك المشقة انطلقت في مشروعها الخيري الذي خصصته لخدمة ذوي الهمم في محافظتها حتى استحقت تكريما من السيدة الأولى انتصار السيسي قرينة رئيس الجمهورية.
نقلت خبرتها لأهالي السويس
الحكاية بدأت حين وضعت المهندسة سيدة، نفسها مكان أمهات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة خاصة غير القادرين ماديا على تكاليف السفر إلى القاهرة، لتأهيل أبنائهم في مراكز التأهيل في العاصمة، نظرا لعدم توافرها في محافظتهم السويس، فقررت تدشين جمعية خيرية حملت اسم «الصفاء» نسبة إلى والدتها الراحلة كصدقة جارية على روحها، وأقامت مشروعها الخيري بإمكانيات بسيطة في بداية الأمر، وبحسب روايتها لـ«الوطن» كانت تنقل خبرتها مع ابنها إسماعيل من خلال ترددها على مراكز التأهيل بالقاهرة إلى الأطفال في محافظتها، لتخفيف العبء عن أسرهم.
وزادت شهرة جمعية الصفاء يوما بعد يوم، وزاد المترددين عليها، وذاع صيت الأم وسط الأهالي حتى دعمتها المحافظة بقطعة أرض صغيرة، للتوسع في مشروعها الخيري الذي يخدم المئات من أبناء المحافظة، بحسب روايتها للأحداث.
تدريب في الولايات المتحدة الأمريكية
توسعت جمعية الصفاء في نشاطها وانضم إليها فريق كامل من العاملين بها، جمعيهم جاءوا لخدمة ذوي الهمم بأجور رمزية بسيطة، وبحسب رواية الأم، سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتعلم أحدث التقنيات اللازمة لتأهيل ذوي الهمم، وعادت لتنقل خبرتها إلى المترددين على الجمعية، التي تم إشهارها بوزارة التضامن الاجتماعي، وأصبحت مؤسسة مشهرة بشكل رسمي، تتلقى دعما مستمرا من مختلف الجهات الرسمية.
تكريم السيدة انتصار السيسي
بالأمس، فوجئت المهندسة سيدة الشربيني بلحظة النطق باسمها، لتتلقى تكريما من السيدة الأولى انتصار السيسي، قرينة رئيس الجمهورية، خلال احتفالية يوم المرأة العالمي تقديرا لجهودها ورحلة دعمها لذوي الهمم، وبحسب تعبيرها، «التكريم كان مفاجئ ليا وحسيت إنه تقدير لمشوار طويل وجهد سنين كتير مع الأطفال ذوي الهمم في محافظتي».