علاقات و مجتمع
«هل على الزوجة خدمة زوجها؟» سؤال ما يزال يلفت الانتباه كلما تم طرحه، سواء بين الأزواج أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو شاشات التليفزيون، ومؤخرا صرح الشيخ أحمد المنزلاوي، أحد علماء الأزهر الشريف، خلال أحد اللقاءات التليفزيونية، بأنه «ليس على الزوجة عمل كوب شاي لزوجها».
وقال المنزلاوي، إن خدمة الزوجة لزوجها ليست فرضا ولا واجبا عليها: «حتى كوب الشاي ليس واجب على الزوجة إعداده، فخدمة الزوجة لزوجها هي من باب التفضل».
واعتمد على رأي الأئمة الأربعة، الذين قالوا إنه «لا يجب على المرأة أن تخدم زوجها»، فأساس العلاقة الزوجية هي المودة والرحمة، وليست «الندية».
أمين دار الإفتاء: لا يجب أن نكون انتقائيين
حديث الشيخ أحمد المنزلاوي أثار انتباه كثير من السيدات، وفتح باب الحديث من جديد حول «خدمة الزوج»، وهو ما حسمته دار الإفتاء المصرية، على لسان الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، في بث مباشر سابق، عبر صفحة الدار الرسمية على «فيسبوك».
وأضح أمين الفتوى، أن الحياة الزوجية بين الرجل والمرأة لا تقوم على الحقوق والواجبات، وأن أساسها المعروف والكرم والفضل، وأما حديث الحقوق والواجبات نستدعيه أمام القاضي فقط.
وأكد «ممدوح»، أن الرأي الفقهي الذي ذكر بعدم وجوب خدمة الزوجة لزوجها والقيام بالأعمال المنزلية، هو قول واحد وليس إجماع الفقهاء، فلا يصح أن نتمسك به ولا نرى غيره: «لا يجب أن نتمسك به مثل وجوب الصلاة وحرمانية الزنا».
وأضاف أمين الفتوى، أن كثير من الفقهاء رأوا أنه يجب على المرأة شرعًا أن تقوم بأعمال المنزل وخدمة زوجها، مستشهدين بما فعلته السيدة فاطمة مع زوجها، منوها بأنها لو فعلت ذلك وقامت بأعمال المنزل فلها الأجر الكبير، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت»، واختتم ممدوح، حديثه مؤكدًا بضرورة ألا نكون انتقائيين ونأخذ بالأقوال التي توافق أهوائنا.
على جمعة: خدمة الزوجة لزوجها سنة حسنة
اتفق عليه الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، مع رأي أمين الفتوى، مشيرا إلى أن الحكم الشرعي في خدمة الزوجة لزوجها وإرضاع الأولاد، قال عنها الإمام النووي، إنها سنة حسنة سارت عليها نساء المسلمين، هن يقمن تفضلا منهن بخدمة الزوج ورعاية الأطفال فهذا من الفضل، وننصح النساء أن تزيد منه.
وواصل جمعة، خلال أحد الدروس الدينية، يأن هذا الفضل، سبب دخول المرأة الجنة، بغض النظر عن كونه فريضة أو غير فريضة، أو له أجر أو ليس له أجر، ورغم إجماع الفقهاء الأربعة، فإن خدمة المرأة في بيتها ليس واجبا عليها، لكن هي سنة حسنة صارت عليه نساء المسلمين منذ بدء الخليقة، لذا يجب على الزوج أو الرجال عمومًا أن يقدم الشكر والامتنان للمرأة على ما تقدمه له ولأولاده عمليا ولفظيا، وبحسن الخلق وتوفير متطلباتها كلما تيسر ذلك.