علاقات و مجتمع
طفل رضيع لم يكمل الشهر والنصف من عمره، ملفوف في الكفن الأبيض، ويبدو كالملاك الصغير، إذ التقط أنفاسه الأخيرة بين أحضان والدته، فلم يكن مقدرا له أن يبقى على قيد الحياة خلال الصراعات التي يعيشها الأهالي في قطاع غزة، فارتقى «العصفور الشهيد» كما أطلقت عليه عائلته، بعدما استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزله في منطقة المغراقة جنوبي غزة.
جد فلسطيني يودع حفيده الرضيع في غزة
بملامح يكسوها الألم، يقف جد الطفل الفلسطيني حاملاً بين ذراعيه حفيده الرضيع قبل دقائق من الذهاب إلى تشييعه، باكيا على تلك المأساة التي يعيشها أطفال غزة الأبرياء، فهذا الصغير وُلد في هذه الحرب واسُتشهد فيها، بينما لا يتجاوز عمره الشهر ونصف، بحسب ما ذكره الصحفي الفلسطيني، هاني أبورزق، عبر حسابه الرسمي على تطبيق مشاركة الصور والفيديوهات «إنستجرام».
لحظات وداع جد من غزة لحفيده الصغير
وُلد الطفل محمد الزهار، في خضم الإبادة الجماعية التي بدأها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر، ومع نهاية آخر أيام الهدنة عادت قوات الاحتلال إلى المجازر الدموية مجدداً، لتترك خلفها في أول يوم أكثر من 33 شهيدا بينهم أطفال وسيدات، نقلا عن الوكالات الفلسطينية.
وخلال مقطع فيديو وثقه الصحفي الفلسطيني «هاني»، ذكر الجد الذي فقد حفيده الرضيع منذ ساعات قليلة، تفاصيل استشهاده إذ قال: «كان الطفل بصحة جيدة، وفجأة حصل القصف من جيش الاحتلال على بيتنا، وخدنا الولد بسرعة لمستشفى الأقصى، لكن ملحقناش ننقذه من الموت، وتلك الجرائم أحمل مسؤوليتها نتنياهو، اللي بيحصد أرواح الأجيال بالمفاعل النووي والصواريخ، وإذا كان عنده جيش حر، خليه يقابل المقاومين ولكن لا يقتل الأطفال الصغار».
وتابع الجد حديثه قائلا: «كلامي للمنظمات الدولية، اللي مفروض تعاقب نتنتياهو والحاشية النازية، عشان تشوف جرائم الاحتلال، اللي قاعد يقتل فينا ويقتل الأطفال والنساء والمدنين الأبرياء».