لم تقتصر براعة الحضارة المصرية القديمة على الآثار المبهرة التي تعود لأكثر من 7000 آلاف عام لكن الفراعنة برعوا في الملابس فكانت انطلاقة كبيرة لنشر الموضة في جميع أرجاء العالم، حيث تنوعت الموضة بين قصات وألوان الشعر والزينة والحلي، بالإضافة إلى الملابس الخاصة بالمصريين القدماء، حيث كانت الأزياء الصيفية حاضرة وبقوة في النقوش والرسومات على جدران المعابد، بينما لم تحظ الملابس ذات الأكمام بالاهتمام ذاته، إلاّ أنّ الحضارة المصرية القديمة قد شهدت أنواعا مختلفة من الملابس وفقاً لفصول السنة المتعاقبة بين الصيف والشتاء والربيع والخريف.
كيف كانت الحضارة المصرية بارعة الجمال في الأزياء والزينة؟
وقال بسام الشماع المؤرخ وعالم المصريات لـ«الوطن»، إنّ المصريين القدماء برعوا في الاهتمام بالموضة والزينة التي تفوق في براعتها وجودتها كثير من المنتجات المعروضة في أفخم بيوت الأزياء وأدوات التجميل العالمية والدليل على ذلك أن الملكة «حتب حرس» الثانية في الدولة القديمة كانت تهتم بتغيير ألوان شعرها باستمرار فقامت بصبغه إلى اللون الأحمر كما معروض بالصورة: «أقدم فستان في العالم كان مصري».
وأضاف عالم المصريات أن الملكة حتب حرس كانت تهتم بالزينة والأساور أيضا فصممت على هيئة فراشات فائقة الجمال.
وتابع أن أقدم فستان في التاريخ كان يسمى بفستان طرخان ويرجع في أعلى تقدير لعدد السنين إلى 5503 سنة، حيث أن طول الذراعين حوالي 58 سنتمترا، به فتحة الرقبة على شكل حرف v ومن الخلف نلاحظ بمنطقة الظهر وجود كرمشة وهي موضة استحدثت في السنوات الماضية صنع الفستان من الكتان المصري الجزء العلوى فقط معروض في متحف بتري للآثار المصرية بلندن.
أكد «الشماع» أن المصريين القدماء كانوا يستخدمون الأدوات الخاصة بتصفيف الشعر وتسمى بـمِعقصة شعر وكانت في الأسرة الـ18 أي بعد 3 آلاف عام بعدة مئات من السنين موجودة داخل متحف بيتري بلندن.
مِعقصة شعر على هيئة فهد منقط
وتابع المؤرخ وعالم المصريات، أنه على غير المنتشر عن الحضارة المصرية القديمة فقد ارتدى المصري القديم الرداء الثقيل الشتوي والدليل على ذلك موجود جليا في منظر يبين أربعة سيدات يرتدن الملابس الثقيلة الشالات ذات الألوان البني المائل للاحمرار والبني الفاتح المائل إلى الصفار، وهذا لمنظر موجود في مقبرة «إمن إم إينت» رقم 227.