أوصى المؤتمر السنوي الثالث لشعبة الإمارات لاقتصاديات الصحة بالاستفادة من المبادئ الاقتصادية في تحسين جودة الخدمات الطبية، مؤكدا على أهمية التزام القطاعات الطبية بالتحليل الاقتصادي والمالي لتحسين أداء نظم الرعاية الصحية.
وشدد المؤتمر في ختام أعماله بدبي على أهمية تقييم السياسات الصحية في مختلف الدول العربية وتطويرها لتحقيق الكفاءة والعدالة في الرعاية الطبية، وتخفيف كفلة العلاج، وحصول المرضى على الخدمات الصحية الكاملة.
وقالت الدكتورة سارة الدلال إن المؤتمر الذي استمرت جلساته على مدار 3 أيام بدبي، طالب بوضع خطط للموازنات الصحية بالدول العربية تضمن تقديم رعاية صحية غير مشروطة بالقدرات المالية للمريض، بحيث تشمل هذه الرعاية المرضى جميعاً، وبشكل تدريجي مخطط.
وأضافت: دعا المؤتمر للعمل على تطوير أساليب الرعاية الصحية، وإضافة إمكانيات علاجية حديثة وفق التطورات العالمية.
وذكرت أن المؤتمر عقد جلساته بمشاركة 60 متحدثا من المتخصصين في مجال اقتصاديات الصحة من 35 دولة حول العالم، من بينها الإمارات والسعودية والكويت والبحرين وعمان، ومصر الجزائر وتونس إضافة إلى المانيا وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وسنغافورة.
وأضافت الدكتورة سارة الدلال: بحث المؤتمر كيفية تحقيق الكفاءة المطلوبة من الميزانيات المخصصة للصحة، والرعاية الصحية القائمة على القيمة، ودور القطاع الخاص في الحد من الفوارق الصحية.
وأشارت إلى أنه منذ إنشاء شعبة الإمارات لاقتصاديات الصحة في الإمارات، ارتفع عدد البحوث المعنية باقتصاديات الصحة في الدولة، وتناولت كيفية توجيه الانفاق على الخدمات الصحية بالصورة المثلى.
وأعلنت أن الشعبة أطلقت منهجية لجودة الصحة في الإمارات، بناء على دراسة بحثية أجرتها بالتعاون مع جامعة الإمارات، وشملت كافة الإمارات، وهي أول دراسة من نوعها تجريها جمعية ذات نفع عام.
وذكرت أنه تم اجراء دراسة أخرى بالتعاون مع القطاعات الصحية لبحث تكاليف الأدوية، وفعاليتها، ومدى تأثير وفائدة الدواء مقارنة بسعره.
ولفتت الى أن المؤتمر بحث أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي لترشيد نفقات العلاج، والاستفادة منه في توجيه الميزانيات الصحية بالشكل الصحيح.
من جانبه، قال الدكتور شيام بيشن رئيس قسم الرعاية الصحية في المنتدى الاقتصادي العالمي بجنيف: “حققت شعبة الإمارات لاقتصاديات الصحة نجاحا كبيرا بعقد هذا المؤتمر الذي جمع خبراء عالميين لتبادل الخبرات حول تطوير الرعاية الطبية، وتحقيق العدالة الصحية، وتسخير الذكاء الاصطناعي لرفع جودة الخدمات الصحية، وتعميم نماذج الصحة الرقمية”.
وأضاف “أكدت جلسات المؤتمر أهمية التركيز على الشراكات بين القطاعين العام والخاص في مجال الصحة، لحل العديد من تحديات الرعاية الصحية، خصوصا تيسير حصول المرضى على خدمات الرعاية الصحية الكاملة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل”.
الى ذلك، قال الدكتور محمد فرغلي مستشار مؤسسة دبي للضمان الصحي إن المؤتمر أوصى بوضع حلول تضمن تحقيق التمويل المستدام لقطاع الرعاية الصحية وتحقيق كفاءة أعلى من الإنفاق الصحي.
وأضاف: شدد المشاركون في المؤتمر على ضرورة زيادة التوعية بعلم اقتصاديات الصحة وأهميته لاتخاذ القرارات السليمة لاستخدام الموارد المالية، وتوزيعها على العلاج، وتوفير التخصصات الطبية وإقامة المنشآت الصحية الضرورية، بما يضمن تحسين مستوى الصحة، وتقديم اعلى قيمة صحية لأفراد المجتمع.