- أكثر من 20 مليون مسلم صيني يحيون ليالي رمضان.. وحرية المعتقد مكفولة للجميع
- اقتصاد منطقة شينجيانغ «ذاتية الحكم» زاد بمعدل 160 مرة خلال الـ 60 عاماً الماضية
- أكثر من 24 ألف مسجد في منطقة شينجيانغ وحدها بمعدل مسجد واحد لكل 530 مسلماً
- ما تروجه بعض القوى الكبرى من أكاذيب عن قمع المسلمين في بلادنا محاولة لقمع الصين
- نشر أهم الكتب الإسلامية مثل «القرآن الكريم» و«جواهر صحيح البخاري» بلغات مختلفة
- من الذي شنّ حروباً ضد دول إسلامية مثل أفغانستان والعراق وليبيا وسورية وتسبب بمقتل الآلاف
أجرى اللقاء: أسامة دياب
أشاد سفير جمهورية الصين الشعبية لدى البلاد تشانغ جيانوي بأجواء رمضان في الكويت، واصفا إياها بأنها مفعمة بالحيوية والروحانية، وأنه يشارك بشكل يومي في العديد من الديوانيات التي اعتبرها نظاما اجتماعيا فريدا. ولفت جيانوي، في لقاء خاص لـ «الأنباء» الى أن أكثر من 20 مليون مسلم صيني يحيون ليالي شهر رمضان المبارك، مشددا على أن حرية المعتقد مكفولة للجميع في جمهورية الصين الشعبية، ويوجد أكثر من 24 ألف مسجد في منطقة شينجيانغ وحدها بمعدل مسجد واحد لكل 530 مسلما، مشيرا إلى أن بلاده تنشر أهم الكتب الإسلامية مثل «القرآن الكريم»، و«جواهر صحيح البخاري» بلغات الأويغور والكازاخستانية والقيرغيزية وغيرها من اللغات. وشدد على أن ما تروجه بعض القوى الكبرى من أكاذيب عن قمع المسلمين في بلاده محاولة لقمع الصين وزرع بذور الشقاق في العلاقات الودية بينها وبين والدول الإسلامية، داعيا الجميع لأن يسأل نفسه من الذي شن حروبا ضد دول إسلامية مثل أفغانستان والعراق وليبيا وسورية وتسبب في مقتل مئات الآلاف من المسلمين، فإلى التفاصيل:
كيف تقضي وقتك في الكويت في شهر رمضان المبارك وما انطباعك عن أجوائه؟
٭ بداية يطيب لي أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، ولسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد وللكويت حكومة وشعبا بمناسبة شهر رمضان المبارك.
يعد شهر رمضان الكريم أشرف وأفضل وأجمل شهور السنة بالنسبة للأصدقاء المسلمين، أولا وقبل كل شيء، يطيب لي أن أتقدم إلى قراء صحيفة «الأنباء» وكل الكويتيين بخالص التهاني وأطيب التحيات، «مبارك عليكم الشهر وكل عام وأنتم بخير»!.
هذا هو أول رمضان أمضيه في الكويت، وأشارك بشكل يومي في العديد من الديوانيات، ومن خلال هذا النشاط الاجتماعي الفريد في الكويت، تعرفت على العديد من الأصدقاء الجدد وشعرت بحماس ومودة الشعب الكويتي، والصداقة والتقارب بين الناس، والوحدة وانسجام العلاقات الأسرية، كما تشهد الشوارع في الكويت ازدحاما وصخبا كل يوم، فما أجمل الكويت النابضة بالحيوية والنشاط! وفي هذا الشهر الفضيل وهذه الأجواء الروحانية، أتمنى لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد موفور الصحة والعافية، وللكويت الازدهار والرخاء، وللشعب الكويتي الصديق السعادة والرفاهية.
كيف يقضي مسلمو الصين شهر رمضان وما أبرز عاداتهم؟
٭ يحتفل أكثر من 20 مليون مسلم صيني بشهر رمضان المبارك، وفي المدن الصينية الكبيرة والصغيرة والمناطق التي يقطنها المسلمون، يوجد الكثير من المساجد التي تجمع بين السمات الصينية التقليدية والأساليب المعمارية الإسلامية، مثل مسجد نيوجيه في بكين الذي يعود تاريخه إلى مئات السنين، ومسجد هوايشنغ في مدينة قوانغتشو، ومسجد عيد كاه الواقع في منطقة شينجيانغ الأويغورية الذاتية الحكم، وغيرها الكثير.
عند غروب الشمس، تعج الأحياء القريبة من المساجد بالنشاط ويجتمع الناس للإفطار.
وفي منطقة شينجيانغ بالصين، يصوم المسلمون من جميع المجموعات العرقية ويقيمون الصلاة، وبعد نهاية شهر رمضان يحتفلون بعيد الروزي (عيد الفطر) ويستمتعون بالعطلات القانونية لهذه المناسبة السعيدة، حيث تقوم كل أسرة بإعداد أشهى الأطباق مثل السانزي والفطائر ولحم الضأن، وتدعو الأقارب والأصدقاء إلى المنزل للاستمتاع بعيد الفطر في أجواء مليئة بالسعادة والفرح.
مراكز تدريب
ذكر الرئيس الأميركي جو بايدن في رسالته للتهنئة بشهر رمضان «الأويغور المسلمون في الصين الذين يستمرون في مواجهة الاضطهاد»، وهناك عدد من الدول ومنظمات حقوق الإنسان تتهم الصين بإقامة «معسكرات اعتقال» للمسلمين وتنفيذ «التعقيم القسري» و«الإجهاض القسري» و«العمالة القسرية»، فما تعليقكم على ذلك؟
٭ مع الأسف الشديد هذا كله ليس سوى محض أكاذيب وافتراءات، فقد كانت هناك فترة من الزمن عانت فيها شينجيانغ بالصين من الإرهاب والتطرف حيث وقعت حوادث عنيفة وإرهابية من حين لآخر، وكانت حياة الناس مهددة بشكل خطير، وإن ما يسمى بمعسكرات الاعتقال هو في الواقع مراكز تدريب وتعليم مهني مصممة لمساعدة الأشخاص المتأثرين بالأفكار المتطرفة على العودة إلى المسار الصحيح، ودورها مشابه لدور مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية في المملكة العربية السعودية ومركز تعزيز الوسطية في الكويت، وكان المتدربون في مركز التعليم والتدريب المهني يتعلمون بشكل أساسي المعارف الدينية والثقافية والقانونية ويطورون مهاراتهم المهنية، وحتى الآن، فقد تخرج جميع المتدربين وعادوا بنجاح إلى المجتمع، وبعد جهود شاقة مثل مكافحة الإرهاب وإزالة التطرف، لم تقع حوادث إرهابية عنيفة في شينجيانغ لمدة 6 سنوات متتالية.
أما «التعقيم القسري» و«الإجهاض القسري»، فهو محض هراء، واسمحوا لي بأن أقدم لكم مجموعة من الإحصاءات، فعلى مدار الستين عاما الماضية منذ إنشاء منطقة شينجيانغ الأويغورية ذاتية الحكم، زاد حجم الاقتصاد الإجمالي للمنطقة بمقدار 160 مرة، ونما عدد السكان الأويغور من 2.2 مليون إلى نحو 12 مليونا، وارتفع متوسط العمر المتوقع في المنطقة من 30 إلى 74.7 سنة، فمن أين جاءت «الإبادة الجماعية»؟ أما ما يسمى بـ «العمالة القسرية» فهو ادعاء واهن أمام الحقائق، فإذا كان معدل الحصاد الآلي للقطن في شينجيانغ يتجاوز 80% في عام 2022، وفي الوقت نفسه، فإن الكثير من الناس في شينجيانغ يتدافعون لقطف القطن بسبب سوق القطن الواسع والدخل المرتفع من قطف القطن، قائلين: نحن نعمل بأيدينا لتغيير حياتنا وجعلها أفضل، لا داعي لفرض العمل علينا.
ما أبرز ملامح حرية العبادة في الصين؟
٭ في الصين، يتمتع الناس بالحرية الكاملة في المعتقد الديني، ويوجد نحو 24000 مسجد في شينجيانغ وحدها، ويعني ذلك أن 530 مسلما لهم مسجد واحد، وهذه النسبة أعلى مما هي عليه في العديد من البلدان الإسلامية، ويتم في الصين نشر أهم الكتب الدينية مثل «القرآن الكريم» و«جواهر صحيح البخاري»، بلغات الأويغور والكازاخستانية والقيرغيزية ولغات أخرى، وباختصار، يحمي الدستور والقوانين الصينية حرية المعتقد الديني والحقوق القانونية المختلفة للأشخاص من جميع القوميات، بما في ذلك قومية الأويغور.
إذا كان الأمر كذلك فلماذا من وجهة نظرك يتم الترويج لهذه المعلومات؟
٭ تختلق بعض القوى أكاذيب متنوعة لخلق الأعذار لاحتواء وقمع الصين، ولزرع بذور الشقاق في العلاقات الودية بين الصين والدول الإسلامية، لكن دعني أتساءل من الذي شن حروبا ضد دول إسلامية مثل أفغانستان والعراق وليبيا وسورية، الأمر الذي أدى إلى مقتل مئات الآلاف من المسلمين وأحال عشرات الملايين من المسلمين إلى لاجئين؟ من الذي ينحاز إلى إسرائيل في القضية الفلسطينية؟ من الذي أصدر قانونا بحظر سفر المسلمين إليه؟ من الذي قام بنشر «الإسلاموفوبيا»؟ من الذي فرض عقوبات على شينجيانغ تحت ذريعة حقوق الإنسان وقطع شريان العيش للعديد من السكان المحليين؟
المجتمع الدولي يدرك ذلك جيدا، وفي المقابل، ظلت الصين تدعم النضال العادل والحقوق والمصالح المشروعة للشعب الفلسطيني، وتدعم إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على أساس حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هذا الموقف لم ولن يتغير أبدا.
ومنذ وقت ليس ببعيد، دفعت الصين الحوار بين السعودية وإيران بنجاح، فمن إذن الذي يهتم بالمسلمين والدول الإسلامية ويدعمهم بشكل حقيقي؟ هذا الأمر ملحوظ ومعروف لدى الجميع.
منذ وقت ليس ببعيد، ثمنت الدورة الـ 49 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي التقدم الإيجابي في التعاون بين منظمة التعاون الإسلامي والصين، وتطلع الطرفان إلى تعزيز الحوار والتعاون بينهما. ومنذ وقت طويل، التزمت الصين والدول الإسلامية بالاحترام المتبادل والثقة المتبادلة والتضامن والتساند، سعيا إلى تحقيق التنمية المشتركة، ولقد وجد الجانبان طريق التعايش الودي والتعاون المربح للجانبين بين الحضارات المختلفة، وسنواصل العمل مع الدول الإسلامية لتعزيز التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات، والسعي إلى تحقيق التنمية والازدهار بشكل مشترك.